قبل البدء في طرح البرامج العملية لقضاء الإجازة السنوية لا بد من معرفة القضايا الخمس للتربية وهي :
1- من أنا
2- أشبه من أنا
3- من أتبع
4- ماذا أفعل
5- ما قيمة ما أفعل
ولابد أن يعي هذه القضايا الخمس كل من الأب والأم والمربي بشكل عام.
1- من أنا :
يراد منها تحديد الهوية، بحيث ينبغي أن تكون الهوية واضحة في ذهن كل شاب وفتاة، والهوية تتحدد بثلاثة عناصر:
أ- العقيدة ب- اللغة ج - التاريخ
• لابد من نقل العقيدة الصافية للنشء، كما نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
• لابد أن تعمق في النشء هذه اللغة، وحب هذه اللغة، التي هي لغة القرآن.
• لا بد من تعريف النشء بتاريخهم المجيد، من الأنبياء الأوائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم باقي عظماء الأمة.
2- أشبه من أنا :
وهي تحديد الانتماء، أي أننا بحاجة أن يكون لهذا النشء انتماء للمجتمع والأمة التي يعيش فيها.
حيث وعندما نحقق هذا الأمر ( تحديد الانتماء) عندها نستطيع أن نجعل هذا الأبن يتألم لألم مؤمن آل فرعون وهو لم يره، فكيف بمن يراه في هذا العصر؟؟.
لا بد أن يفهم النشء أنه ليس مقطوع الصلة بهذه الأمة، بل لا بد أن يعرف تاريخه وحاجة الأمة هذه الأيام لشبابها، وأن لهم أخوة بحاجة إلى نصحهم والوقوف معهم...
3- من أتبع ؟ :
وهي تحديد المرجعية، والمرجعية المعصومة هي كتاب الله وسنة رسوله، كما قال –صلى الله عليه وسلم- :
((تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي)).
• الشباب دائما يبحث عن نماذج حية، تمثل الدين ومن هؤلاء النماذج، العلماء وطلاب العلم وفي داخل البيت هناك الآباء والأمهات، لذلك يجب على المربي أن يعتني اعتناء شمولي بهذا الدين، مع إرشاد الشباب إلى أن المربي مهما كان فهو بشر قد يقع منه الخطأ، وأن القدوة الأساسية للأمة هو محمد صلى الله عليه وسلم.
4- ماذا أفعل:
لا بد من تحديد الأهداف ونقلها للنشء، فنذكر لهم قضايا كبرى وندع التفاصيل لهم، فأهدافنا تؤخذ من المرجعية وهي الكتاب والسنة
وأهدافنا كمسلمين تتركز في ثلاثة عناصر:
أ- إصلاح الدين ب- إصلاح الدنيا ج- إصلاح الآخرة.
مستقاة من قوله – صلى الله عليه وسلم- : (( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي.
5- ما قيمة ما أفعل:
وهي تحديد الهدف النهائي، وإذا عجزنا عن إيصال كل هذه الأهداف للنشء، فأننا نقول له : أفعل كل شيء يحقق لك رضا الله فأفعله.
• البرامج العملية:
قبل البدء في البرامج العملية لا بد من التخطيط، وأن نكون نملك أولويات في حياتنا، وأن تكون همومنا مشتركة (واحدة).
• لنجاح البرامج العملية لا بد أن يراعي الزوجين ثلاثة أمور:
1 - التفاهم 2- التعاون 3- التعلم
1- التفاهم :
• لا بد من التفاهم بين الزوجين، وأن يثق كل منهما بقدرات الآخر، فالأم مثلاً أعلم من الأب بحالة وطبيعة الأولاد وذلك لأنها تعيش معهم أغلب وقتها.
• إن من أعظم ما يحطم التفاهم بين الزوجين هو إظهار الخلافات أمام الأبناء، فيصبح بذلك البيت متشقق، خالي من الترابط والتفاهم والآلفة التي تجمع الأسرة.
• التفاهم هو أن يكون هناك منهجية واضحة في تربية الأبناء بين الزوج والزوجة. ومثال ذلك هو أن يأخذ الزوج زوجته في ليلة من الليالي في مكان لوحدهما، ويبدأن في الحديث عن قضية الأبناء.
• من صور التفاهم : هو أن نجع لكل واحد من أولادنا ملف خاص به، يحتوي على القضايا التربوية التي هو بحاجة إليها، والأمور التي يعاني منها، الإشكاليات الدراسية... ألخ ثم كيف تعالج هذه المشاكل؟ ونجعل هذه الملفات في مكان آمن لا يطلع عليه أحد، ثم بعد ذلك يحدد الزوجان يوم في الأسبوع أو الشهر يجتمعان فيه ويفتح كل ملف ويبدأن في مناقشة قضايا أبنائهم.
2- التعاون:
وهي أن يكون هناك توزيع للأدوار داخل المنزل، مثلاً يوضع جدول في المنزل يحدد فيه مهام كل شخص ( على حسب قدراته)
فمصلاً يوم السبت تنظيف السفرة على أحمد، وغسل الفناء على سمية وهكذا...
وبهذا نسلم من خطر العمالة الوافدة ( الشغالات) وكذلك نشغل أبنائنا فيما ينفعهم ويربيهم على أمور الحياة.
3- التعلم :
لا بد للوالدين قبل التربية وقبل البدء في البرامج العلمية أن يقرأا ويطلعا على الكتب المختصة بالتربية وكذلك المختصة بنفسيات وهموم ومشاكل الأبناء، وكذلك حضور دورات تعليمية في التربية، وذلك حتى يتمكنا من وضع البرامج المناسبة لحل مشاكل الأبناء.
ومن هذه الكتب المناسبة، التي ينبغي أن تكون بين يدي المربين:
الكتاب المؤلف ملاحظات
أطفالنا عبدا لله عبدا لمعطي
مسؤولية الأب المسلم عدنان باحارث
منهج التربية النبوية للطفل محمد نور عبد الحفيظ سويد
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة حنان الجهني
تربية الأطفال في ظلال القرآن والسنة يوسف بديوي و محمد قاروط
أفهم طفلك تنجح في تربيته عادل فتحي عبد الله
تربية الشباب د. محمد الدويش
هكذا ربّانا جدي عابد العظم مهم للأمهات
أنا وأولادي عابدة العظم مهم جداً
سلسلة مهارات التعامل مع أبنائك وبناتك د. محمد الثويني
المسجد وبيت المسلم أبو بكر الجزائري
إليكم مع التحية رانيا الزواهري
سلسلة المرأة وإرادة الذات د. أكرم رضا
ومن خلال هذه الكتب نستطيع بإذن الله الحصول على حل لمشاكل أولادنا وكذلك تكون برامجنا مدروسة وليست برامج اجتهادية.
البرامج العملية لقضاء الإجازة السنوية:
البرامج العملية تتركز في عنصرين مهمين:
1- اللقاء العائلي.
2- المركز الصيفي العائلي.
1- اللقاء العائلي:
وهو ملتقى دوري يضم كل أفراد الأسرة، بحيث يحدد يوم في الأسبوع يجتمع فيه كل أفراد الأسرة، ويحتوي على برامج معينة مثل
أ- قراءة القرآن وتصحيح التلاوة، ثم تفسير بعض السور التي تحتوي على عبر مواعظ وقصص.
• هناك تفاسير مناسبة جداً للأطفال، يستطيع الطفل قراءتها وفهم ما فيها وقد صيغ بطريقة تناسب الأطفال ومن هذه التفاسير:
1- تفسير القرآن الكريم للأطفال.
2- تفسير القرآن الكريم للشباب.
3- تفسير البراعم المؤمنة ( لمحمد محمد موفق سلميه)
4- تمارين وتطبيقات حول أجزاء القرآن ( مهم جداً) ويحتوي على تفاسير لجزء عم وتبارك وقد سمع.
الاجتماع على الحديث الشريف، بحيث يجتمع أفراد الأسرة على حديث قصير، يقرأ ثم يحفظ ثم يشرح لهم.
ومن خلال التجربة لا بد أن تنتقى مجموعة من الأحاديث القصيرة، فمثلاً عندما نريد من أبنائنا حفظ 90 حديثاً في هذه الإجازة فأننا نبدأ بالتالي:
1- تكتب الأحاديث بصورة مختصرة، وتجعل في ورقة صغيرة ( (A 4.
2- جعل أول 20 أو 30 حديث لصحابي مشهور ( أبو هريرة مثلاً) وانتقاء أحادثيه المخرجة من عند البخاري مثلاً، بحيث يكون هناك توافق بين هذه الأحاديث ( بحيث أن الراوي واحد، ومخرج الحديث واحد).
3- وجعل الأربعون حديثاً القادمة لعبد الله بن مسعود وهكذا.
وهذه الطريقة لا تشتت ذهن الطفل وتكون مختصرة جداً، وهناك كتب يستفاد منها لجمع هذه الأحاديث مثل :
1- الأحاديث القصار للناشئة الصغار.
2- سبعون حديثاً من الصحيحين.
3- مائة حديث للحفظ.
2- المركز الصيفي العائلي:
هذا المركز يمكن أن يقام داخل الأسرة وخاصة للأبناء الذين قد تجاوزوا سن العاشرة، ولنجاح هذا المركز لا بد من التالي:
1- أن حدد لنا شعارات داخل المشروع، بحيث أن يكون لكل أسبوع قيمة خُلقية نتعامل معها ونعجل برامجنا تحقق هذه القيمة.
مثل جعل أسبوع للصلاة ويكون شعاره ( الصلاة عمود الدين، وفيها إرضاء لرب العالمين)
أو أسبوع المحبة ويكون شعاره ( بالمحبة بيتنا أحلى )
وطريقة العمل المناسبة لذلك هي أن يكلف بأسبوع المحبة اثنين من الأبناء، يعملان من دون تدخل الوالدين، بحيث يكونا جهة إشرافية على الأبناء ويوفرا لهما المراجع، ويكون برنامج هذا الأسبوع يحتوي على التالي :
1- الآيات التي تحث على الآلفة والمحبة
2- الآيات التي فيها ذكر لأشياء يحبها الله وأشياء لا يحبها الله.
3- الأحاديث التي تتكلم عن ما يحب الله وما لا يحب.
4- ذكر أنواع المحبة، حب الله-عز وجل- وحب الرسول –صلى الله عليه وسلم- والوالدين والحب في الله..
5- أنشودة عن الحب في الله.
6- مسابقة عن الحب في الله.
• توزيع الأسبوع :
السبت لقاء عن الآيات وتفسيرها(الداخلة في شعار الأسبوع )ثم توزيع أسئلة المسابقة ثم التكلم عن حب الله- عز وجل-
الأحد لقاء عن الأحاديث المتعلقة بموضوع الأسبوع، ثم التحدث عن محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم-
الاثنين الأنشودة الخاصة بالأسبوع ، يلقيها المكلف بها أمام الأسرة، ثم التحدث عن حب الوالدين
الثلاثاء يوم راحة، وهو يوم الأسرة السياحي، أما بالخروج من المنزل أو السياحة داخل المنزل، لذلك لابد من توفير أمرين
1- ألعاب الذكاء 2- غرف للعب، وهي عبارة عن ورشة عمل يمكن من خلالها للطفل أن يمارس هواياته ومنها
تكتشف مواهبه
الأربعاء يتحدث عن الحب في الله
الخميس توزيع الهدايا والجوائز، وهو الحفل الختامي، ويكون فيه شخصية مكرّمه من الأبناء، وحبذا لو وضع كرسي مميز يجلس عليه المكرّم، ويمدح أمام إخوانه، وتلقى كلمات من المكرّم (ولو كانت يسيره) يشكر فيها والديه، ثم تقدم شهادة من الوالدين للفائز وتطبع بشكل أنيق (ويكمن استخدام الكمبيوتر العادي في ذلك) ويوضع في خلفية الشهادة شعار للمنزل، أما صور المنزل أو صورة سيارة الوالد، حتى يكون هناك انتماء من الطفل لمنزله، ثم يوقع عليها الوالدين.
الجمعة يتفق في هذا اليوم على مايتم في الأسبوع التالي، وكيف يكون شعاره، ومن سيعد ومن سينفذ..